في ختام احتفالية القدس في عمان:
تمهيد لضم الضفتين والثقافتين ضمن ثقافة السلام
عمان - حركة إبداع ودنيا الوطن:
اختتمت مساء اليوم فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية في المركز الثقافي الملكي بأوبريت غنائي ضعيف مأخوذة كلماته عن كتابات لحيدر محمود وقد لوحظت مشاهد توراتية في مستهله وفي سينوغرافيته لمشهد (حائط المبكى) والشمعدان كما كانت شاشة السينما الخلفية تعرض مشاهد من القدس ليس لحركة المغنين أية علاقة بها أي لا تقدم مشهدا بصريا مقاوما يتناسب مع ثقافة المقاومة وإنما مع هيافة ثقافة السلام والبكائيات التي تجاوزها الشعب الفلسطيني في مسيرته النضالية منذ نكسة حزيران وسقوط الضفة في قبضة الاحتلال.
أما على صعيد كلمتي وزير الثقافة الأردني ووزيرة الثقافة الفلسطينية فإن مضمونهما يشير بكل وضوح إلى مقالة غاري سوسمان عن الخيار الأردني والمنشورة عام 2004. وهي واحدة من المقالات التي أدت ترجمتها ونشرها من قبل تيسير نظمي إلى تعرضه وموقع حركة إبداع للمضايقات والترحيل عن الحاضنة الأردنية ومن مسكنه أيضا في الربيع الماضي فقد كان حفل الختام يشير ويجهز لعودة الأردن إلى الضفة الغربية والذي لاقى شيئا من تصفيق الحضور في سينوغرافية الأوبريت (الديكور الجغرافي) لعودة التحام الضفتين من ضمن ثقافة السلام وليس ضمن ثقافة المقاومة.
ومن مفارقات الأوبريت أن إحدى المغنيات كانت هي ذاتها التي نسيت أن تذكر القدس في كلمة ختام مهرجان مسرحي أردني عندما صرخ بها تيسير نظمي الذي كان يجلس جوار نقيب الفنانين العراقيين في عهد الرئيس صدام حسين وبصوت عال .. والقدس فكررت من ورائه : والقدس دون أن تكون كلمة القدس تلك مسجلة في الورقة الختامية التي تقرأ منها ولوحظ يومذاك أن التلفزيون الأردني قصقص صرخة تيسير نظمي من شريط بث حفل الختام بينما وصلت صرخته على الهواتف المحمولة أكثر من عاصمة عربية ثم في نفس الليلة سبقهم نظمي مع مشردين عراقيين احتلوا معه الحافلة الذاهبة للعشاء في فندق القدس لا للعشاء بل للاعتذار عن دعوة لم توجه له أو للذين معه بالرغم من أن نقابة الفنانين الأردنيين كانت هي الجهة الداعية وقد علق نظمي بأنه ومن معه لا يشرفهم أن يتعشوا في قدس تم نسيانها لتتحول إلى مجرد اسم لفندق في العاصمة الأردنية.
لذلك كله ولأسباب تعذر ذكرها كان موقف حركة إبداع سباقا لعدم المشاركة وتعليق عضوية أنظمة التطبيع المجاني في الحركة رغم زيف إدعاء المعارضة بمقاومة التطبيع فإذا كان كل ما جرى خلال سنة من تطبيع بالنيابة عن دولة الاحتلال ليس تطبيعا فما هو التطبيع ؟-تساءل أحد المقربين من حركة إبداع من الفنانين الأردنيين الذين حضروا حفل الختام. أما العشاء الذي دعي إليه المحتفون فقد كان من ذات الفندق المذكور وليس بالضرورة عشاء مقدسيا أو فلسطينيا إذا ما تم استثناء طبق من القزحة تذوق حركة إبداع طعمه لأول مرة منذ هزيمة النظام العربي الرسمي عام 67
|